قصة معبرة
صفحة 1 من اصل 1
قصة معبرة
قال أحد الدعاة : دعاني ابنٌ لأحد كبار التجار يوماً لزيارة والده المريض
، سألت الولد عن مرض أبيه فقال :
هو مصابٌ بتليفٍ في كبده وسرطان في أجزاء أخرى في جسده لكن
الطبيب لم يخبره بذلك
، ونحن لم نخبره أيضاً فهو لا يدري عن مرضه شيئاً
, دخلت على هذا التاجر فإذا هو على السرير الأبيض عمره لم يتجاوز الستين
، لم يتمكن المرض منه بعد ولا يزال جسمه نشيطاً إلى حدٍ ما
، صافحني ثم أمر أولاده بالخروج
, فلما خرجوا وبقيت أنا وهو ظل ساكتاً ثم بكى والتفت إليَّ وقال :
آه يا شيخ تباً لهذه الدنيا ،
منذ أن عرفت نفسي وأنا أجمع الأموال وأعدُّها عداً وأغامر في مختلف التجارات
، كم كنت أتعب في ذلك وأنشغل عن عبادة ربي ،
كم نمت عن الصلاة بسبب السهر على الأموال ومتابعة الشركات ،
وكم غفلت عن قراءة القرآن وبخلت عن الإنفاق على المساكين والأيتام ..
يقول : كم أتتني والله يا شيخ نصائح من بعض الفضلاء بالحرص على الطاعة وعدم الغفلة عن الغاية التي خلقنا من أجلها وللتزود لدار الآخرة ،
ولكن كنت أقول ليس بعد ،
بل إذا بلغت الستين أعطيت نفسي تقاعد واشتريت مزرعة
, وأقمت في راحة وعبادة حتى الموت ..
ثم هأنذا يفجعني ما نزل بي من مرض وأسأل أولادي عن المرض فيقولون
: هو التهابات يسيرة واضطرابات في الهضم وأنا أظن الأمر على غير ذلك ..
ثم بكى الرجل وقال : هل رأيت أولادي هؤلاء الذين يدعونك لزيارتي ويظهرون الشفقة والرحمة بي
, بالأمس جلسوا عندي فتظاهرت بالنوم ليخرجوا عني ،
فلما ظنوا أني قد نمت بدؤوا يتكلمون عن تجارتي
ويحسبون أموالي وكم سينال كل واحد منهم من التركة وكيف سيتمتع بالمال ،
ثم ارتفعت أصواتهم واختصموا على عمارة كبيرة لي ،
قال الأول نبيعها وندخل ثمنها في التركة ، وقال الآخر بل نؤجرها ،
وصاح الثالث بل تكون من نصيبي ،
وارتفعت الأصوات تباً لهم يختصمون في مالي وأنا حي بين أظهرهم ..
ثم بدأ ينوح على نفسه ولسان حاله يردد : { ما أغنى عني ماليه ، هلك عني سلطانيه } الآية { رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت } .
وقفة :-
الذي يتأمل أحوال كثير من الناس في هذا الزمان يرى العجب العجاب وكأنهم لم يخلقوا للعبادة ,
وإنما خلقوا للدنيا وشهواتها , فإنهم إن فكَّروا فللدنيا وإن أحبوا فللدنيا وإن عملوا فللدنيا ,
فيها يتخاصمون وبسببها يتركون كثيراً من أوامر ربهم ، قال تعالى : { ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ }
الحجر
وقال علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه : ( أخوف ما أخاف عليكم اِتباع الهوى وطول الأمل , فأما اِتباع الهوى فإنه يصدُّ عن الحق ,
وأما طول الأمل فإنه ينسي الآخرة .
وكان يقول : ارتحلت الدنيا مدبرة ،
وارتحلت الآخرة مقبلة ، ولكل واحدة منهما بنون ،
فكونوا من أبناء الآخرة ،
ولا تكونوا من أبناء الدنيا ،
فإن اليوم عملٌ ولا حساب ، وغداً حسابٌ ولا عمل .
ويقول ابن القيم رحمه الله : ما مضى من الدنيا أحلام ,
وما بقي منها أماني والوقت ضائع بينهما .
أسأل الله جلا وعلا أن يجعل الدنيا في أيدينا وألا يجعلها في قلوبنا ،
وأن يرزقنا وإياكم الحرص للتزود للدار الآخرة ..
، سألت الولد عن مرض أبيه فقال :
هو مصابٌ بتليفٍ في كبده وسرطان في أجزاء أخرى في جسده لكن
الطبيب لم يخبره بذلك
، ونحن لم نخبره أيضاً فهو لا يدري عن مرضه شيئاً
, دخلت على هذا التاجر فإذا هو على السرير الأبيض عمره لم يتجاوز الستين
، لم يتمكن المرض منه بعد ولا يزال جسمه نشيطاً إلى حدٍ ما
، صافحني ثم أمر أولاده بالخروج
, فلما خرجوا وبقيت أنا وهو ظل ساكتاً ثم بكى والتفت إليَّ وقال :
آه يا شيخ تباً لهذه الدنيا ،
منذ أن عرفت نفسي وأنا أجمع الأموال وأعدُّها عداً وأغامر في مختلف التجارات
، كم كنت أتعب في ذلك وأنشغل عن عبادة ربي ،
كم نمت عن الصلاة بسبب السهر على الأموال ومتابعة الشركات ،
وكم غفلت عن قراءة القرآن وبخلت عن الإنفاق على المساكين والأيتام ..
يقول : كم أتتني والله يا شيخ نصائح من بعض الفضلاء بالحرص على الطاعة وعدم الغفلة عن الغاية التي خلقنا من أجلها وللتزود لدار الآخرة ،
ولكن كنت أقول ليس بعد ،
بل إذا بلغت الستين أعطيت نفسي تقاعد واشتريت مزرعة
, وأقمت في راحة وعبادة حتى الموت ..
ثم هأنذا يفجعني ما نزل بي من مرض وأسأل أولادي عن المرض فيقولون
: هو التهابات يسيرة واضطرابات في الهضم وأنا أظن الأمر على غير ذلك ..
ثم بكى الرجل وقال : هل رأيت أولادي هؤلاء الذين يدعونك لزيارتي ويظهرون الشفقة والرحمة بي
, بالأمس جلسوا عندي فتظاهرت بالنوم ليخرجوا عني ،
فلما ظنوا أني قد نمت بدؤوا يتكلمون عن تجارتي
ويحسبون أموالي وكم سينال كل واحد منهم من التركة وكيف سيتمتع بالمال ،
ثم ارتفعت أصواتهم واختصموا على عمارة كبيرة لي ،
قال الأول نبيعها وندخل ثمنها في التركة ، وقال الآخر بل نؤجرها ،
وصاح الثالث بل تكون من نصيبي ،
وارتفعت الأصوات تباً لهم يختصمون في مالي وأنا حي بين أظهرهم ..
ثم بدأ ينوح على نفسه ولسان حاله يردد : { ما أغنى عني ماليه ، هلك عني سلطانيه } الآية { رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت } .
وقفة :-
الذي يتأمل أحوال كثير من الناس في هذا الزمان يرى العجب العجاب وكأنهم لم يخلقوا للعبادة ,
وإنما خلقوا للدنيا وشهواتها , فإنهم إن فكَّروا فللدنيا وإن أحبوا فللدنيا وإن عملوا فللدنيا ,
فيها يتخاصمون وبسببها يتركون كثيراً من أوامر ربهم ، قال تعالى : { ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ }
الحجر
وقال علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه : ( أخوف ما أخاف عليكم اِتباع الهوى وطول الأمل , فأما اِتباع الهوى فإنه يصدُّ عن الحق ,
وأما طول الأمل فإنه ينسي الآخرة .
وكان يقول : ارتحلت الدنيا مدبرة ،
وارتحلت الآخرة مقبلة ، ولكل واحدة منهما بنون ،
فكونوا من أبناء الآخرة ،
ولا تكونوا من أبناء الدنيا ،
فإن اليوم عملٌ ولا حساب ، وغداً حسابٌ ولا عمل .
ويقول ابن القيم رحمه الله : ما مضى من الدنيا أحلام ,
وما بقي منها أماني والوقت ضائع بينهما .
أسأل الله جلا وعلا أن يجعل الدنيا في أيدينا وألا يجعلها في قلوبنا ،
وأن يرزقنا وإياكم الحرص للتزود للدار الآخرة ..
girl cool- المدير العام
-
عدد الرسائل : 164
العمر : 31
العنوان : اليكس
العمل/الترفيه : كووووول
المزاج : نماموز
جنسيتك : مصريه
كيف تعرفت علينا؟؟ : احلي منتدا
علم دولتك :
ناديك المفضل : الزمالك
عارضه الطاقه :
تاريخ التسجيل : 10/05/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى